أبو الفتح عبد الرحمن الخازنى ويغلب عليه اسم (الخازن) وبه يُكتب في اللغات الأوروبية.
وأدَّى التشابُه الهجائي بين هذا الاسم والاسم الذي عُرف به الحسن بن الهيثم في اللغات الأوروبية إلى وقوع الكثير من الخلط بين هذين العالمين الكبيرين.
وينبغي التنبُه إلى ورود اسم (الخازنى) بأكثر من صورة في المصادر العربية مثل:
عبد الرحمن أبو جعفر الخازنى، وأبو منصور أبو الفتح عبد الرحمن الخازنى.
وهى اختلافات في الكنى لها أصولها في كتب التراجم.
مولده وحياته:
لا يُعرف الكثير عن مولد الخازن وحياته والغالب أنه وُلد في النصف الأول من القرن السادس الهجري (المُوافق للنصف الأول من القرن الثاني عشر الميلادي) في مدينة مرو بإقليم خراسان الفارسي وبها تلقَّى العلم.
صفاته:
كان رجلاً زاهداً في متاع الدنيا وراضياً منها بالقليل في مأكله وملبسه ومعيشته عموماً، لذلك كان حريصاً على رفض هدايا الملوك والأكابر قائلا: (يكفيني كل سنة ثلاثة دنانير وليس معي في الدار إلا سنور)
انجازاته العلمية:
تقع الانجازات العلمية الكبرى للخازن في دائرتي العلمين المعروفين في العصر الحالي بعلم الهيروستاتيكا (وهو فرع من علم الفيزياء)وعلم الاستاتيكا (وهو فرع من علم الميكانيكا).
وله أيضاً انجازات في دائرة علم الفلك.
*بحث في الكثافة وعالج طُرق تعيينها لكل من الأجسام الصلبة والسوائل.
*كما عالج الأوزان النوعية للأجسام وذكر بعض قيمها التي تحصَّل عليها من واقع تجاربه والأمر المثير للدهشة أن هذه القيم عالية الدقة وتقترب كثيراً من القيم التي توصل إليها العلم في العصر الحديث وتفوق في دقتها ما توصل إليه علماء الغرب في القرن الثامن عشر.
*ابتكر مقياساً للكثافة يقيس كثافة الهواء والغازات (وهو نمط من الايرومتر).
ولما كان مقدار الكثافة يتوقف على درجة الحرارة فقد كان هذا الابتكار بمثابة خطوة مُهمة على طريق تعيين درجة الحرارة وقد مهّد السبيل للعالم الايطالي جاليليو جاليلى (1564م-1642م)ليبتكر مقياس الحرارة (الترمومتر).
*بيَّن أن قاعدة أرشميدس الخاصة بالأجسام المغمورة في السوائل تنطبق أيضاً على الغازات (أى على الأجسام المغمورة في الغازات)
كما تناول بالتجريب أيضاً قاعدة الطفو وبحث في مقادير الأجزاء المغمورة من الأجسام الطافية على سطوح السوائل.
*له بحوث في كتلة الهواء وضغطه على السطوح والأجسام وقد سبق في ذلك العالم الايطالي توريشيلى (الذي يعدُه مؤرخو العلم الغربيون أول مَن بحث في هذا الموضوع ) بخمسة قرون كاملة.
*بحث في الجاذبية الأرضية التي كان البيروني أول مَن تناولها في كتاباته وذكر الخازن أن الأجسام الساقطة تتجه لسطح الأرض من جراء وجود قوة تجذبها في اتجاه مركز الأرض وتوصل في هذا المجال إلى بعض العلاقات الصحيحة التي منها أن اختلاف قوة الجذب يتوقف على المسافة بين الجسم الساقط ومركز الأرض.
*توفر على دراسة مراكز ثقل الأجسام المُختلفة وبحث في كيفية تحديدها وتوصل من دراسته إلى كيفية عمل الروافع وبعض الآلات البسيطة.
*ابتكر ميزاناً خاصاً ذي خمس كفات تتحرك إحداها على مسطرة مُدرجة وتمكَّن بموازينه من التمييز بين الأحجار الكريمة الحقيقية والمُقلدة.