ظهر على صفحات الجرائد الباريسية، في يوم ما، إعلان يعرض على كل قارئ طريقة للقيام برحلة رخيصة ومريحة، لا تكلفه أكثر من 25 سنتيماً (أي ربع فرنك).
وقد صدق بعض المغفلين ذلك الإعلان، وحولوا المبلغ المطلوب. وبعد ذلك استلم كل منهم رسالة جوابية جاء فيها: سيدي، يرجى أن تبقى هادئاً في سريرك، وتذكر أن الأرض تدور، فعند الخط 49 - الذي تقع عليه باريس - تقطع سيادتك في اليوم الواحد أكثر من خمسة وعشرون ألف كيلومتر. وإذا كنت من عشاق المناظر الجميلة، أزح ستائر النافذة وافتتن بالسماء المرصعة بالنجوم.
وعندما قدّم المتهم بتدبير هذه الحيلة إلى المحكمة، وسمع الحكم الصادر بحقه ودفع الغرامة المستحقة عليه، وقف وقفة مسرحية وراح يردد كالمنتصر، الجملة الشهيرة التي هتف بها غاليليو:
ومع ذلك فإن الأرض تدور
لقد كان المتهم محقاً، كما هو معروف، لأن كل من يقطن الكرة الأرضية لا "يتجول" بالدوران حول محور الأرض فحسب، بل تنقله الأرض بسرعة أكبر عند دورانها حول الأرض.