من الطرائف التي تروى عن عملية اقتفاء أثر المواد المشعة أن أحد الفيزيائيين كان
يقيم في فندق صغير، وتطرق إليه الشك بأن ما تبقى من الطعام على أطباق ضيوف
الفندق يجمع بعد انتهاء الوجبة، ثم يعاد طهيه من جديد ليقدم كوجبة جديدة في
اليوم التالي. وللتحقق من هذا الأمر قام الرجل بنشر كمية صغيرة من نظير مشع على
شريحة صغيرة من اللحم أبقاها في طبقه عند نهاية الوجبة. وعندما جاء في اليوم التالي
كان يحمل معه عداد جايجر، وما بدأت خدمة الطعام حتى اشتغل العداد موضحاً أن
المادة المشعة – التي دست في قطعة اللحم بالأمس – موزعة في تلك اللحظة على
أطباق الضيوف. وهكذا انفضح أمر الفندق، وانكشف حال القائمين عليه بطريقة
علمية محايدة لا تقبل المجادلة أو النقاش.