طرائف فزيائية حلوة,
¸¸,ّ¤؛|المرأة النكدة|؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛|
يحكى عن العالم الفيزيائي بنيامين تومسون والذي يدعى بـ ( الكونت رمفرد ) أنه تزوج في وقت متأخر من حياته أرملة الكيميائي الفرنسي لافوازييه الذي أعدم بالمقصلة إبان الثورة الفرنسية، ولم تكن حياة الكونت رمفرد مع هذه الزوجة حياة موفقة، ولذا فقد علق على هذا الوضع في أحدى المناسبات بقوله: "إن لافوازييه كان رجلا محظوظا في مصيره إذ أن المقصلة أنقذته من المعاناة مع هذه المرأة النكدة !!".
|؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛|مواد مشعة|؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛|
من الطرائف التي تروى عن عملية اقتفاء أثر المواد المشعة أن أحد الفيزيائيين كان يقيم في فندق صغير، وتطرق إليه الشك بأن ما تبقى من الطعام على أطباق ضيوف الفندق يجمع بعد انتهاء الوجبة، ثم يعاد طهيه من جديد ليقدم كوجبة جديدة في اليوم التالي. وللتحقق من هذا الأمر قام الرجل بنشر كمية صغيرة من نظير مشع على شريحة صغيرة من اللحم أبقاها في طبقه عند نهاية الوجبة. وعندما جاء في اليوم التالي كان يحمل معه عداد جايجر، وما بدأت خدمة الطعام حتى اشتغل العداد موضحاً أن المادة المشعة – التي دست في قطعة اللحم بالأمس – موزعة في تلك اللحظة على أطباق الضيوف. وهكذا انفضح أمر الفندق، وانكشف حال القائمين عليه بطريقة علمية محايدة لا تقبل المجادلة أو النقاش.
|؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛|أرخميدس... |؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛|لمبدأ أرخميدس قصة طريفة ترويها كتب التاريخ حيث يقال إن الملك اليوناني هيرون أمر بصنع تاج من الذهب الخالص، وأوكل المهمة إلى صائغ ماهر بعد أن سلمه وزناً معيناً من الذهب. وفي الموعد المحدد تسلم الملك تاجه، وأعجب بمهارة الصناعة ودقة التنفيذ.. إلا أنه انتابه شك في أن الصائغ قد سرق جزءاً من الذهب، وأنه قام بخلط الذهب بمقدار من الفضة ليحافظ على الوزن، ويداري فعلته الشنيعة. والتفت الملك إلى فيلسوفه المقرب أرخميدس (ت 212 ق.م)، وطلب منه توفير حل لهذه المعضلة، وإيجاد طريقة يمكن بواسطتها معرفة حقيقة الأمر. وهيمنت هذه القضية على تفكير الفيلسوف اليوناني وراح يقلب الأمر يمنة ويسرة؛ فقد كان أرخميدس يعرف كثافة الذهب الخالص، وهي وزن الذهب لوحدة الحجم، فلو استطاع أن يقيس حجم التاج لسهلت المهمة، ولأدرك في الحال ما إذا كان التاج مصنوعاً من الذهب الخالص أو مخلوطاً بالفضة. ولكن ما من وسيلة لقياس حجم التاج الرائع الصنع بكل ما فيه من تعرجات فنية جذابة، وأشكال جمالية متباينة، وأنماط هندسية متداخلة؟. لو كان بإمكان أرخميدس أن يصهر التاج، ثم يقوم بتحديد حجم سائل الذهب بواسطة وعاء معروف الحجم لانتهت العملية.. لكن صهر التاج سيغضب الملك اليوناني ويثير حفيظته!. ولو كان بإمكان أرخميدس أن يدق التاج بالمطرقة إلى أن يتحول إلى قالب مستطيل لأمكنه معرفة الحجم ولانتهى الإشكال.. ولكن الملك لن يكون سعيداً على الإطلاق بتحطيم تاجه، وتحويله إلى مجرد قطعة باهتة المنظر.. مستطيلة الشكل!. وهكذا أصبحت قضية التاج الشغل الشاغل للفيلسوف اليوناني، وأصبحت هماً ملازماً له حيثما غدا وراح. وذات يوم وبينما هو في الحمام لاحظ أنه كلما أنزل جسمه في حوض الماء أرتفع الماء أكثر فأكثر؛ أي أن جسمه قد حل محل جزء من الماء في الحوض. وفجأة برق حل لمشكلة التاج أمام ناظري أرخميدس، وتبدت له وسيلة ناجعة للتغلب على المعضلة التي شغلت ذهنه وذهن مليكه، وقفز أرخميدس من الحمام، واندفع في شوارع المدينة عارياً وهو يقول: "وجدتها....وجدتها". لقد أدرك أرخميدس أن حجم الماء المزاح في حوض الماء يساوي حجم الجزء المغمور من جسمه في الحوض، وسارع أرخميدس لإحضار كتلتين من الذهب الخالص والأخرى من الفضة النقية وجعل وزن كل منهما مساوياً لوزن التاج المشكوك في أمره.. ثم قام بغمر كل من هذه الكتل الثلاث (الذهب والفضة والتاج) في إناء مملوء بالماء، وأخذ الماء المزاح وقاس حجمه في كل حالة من الحالات الثلاث. وبإجراء هذه التجربة اكتشف أرخميدس أن كمية الماء التي أزاحها التاج كانت أكبر من تلك الكمية التي أزاحتها كتلة الذهب الخالص، وأقل من كمية الماء التي أزاحتها قطعة الفضة. وبهذه الطريقة خلص أرخميدس إلى أن التاج لم يكن مصنوعاً من الذهب الخالص ولا من الفضة النقية ولكنه كان خليطاً من المعدنيين. وهكذا انفضح أمر الصائغ الغشاش.. ولا تخبرنا كتب التاريخ عما حل به من عقاب، ولكنها تحدثنا كثيراً عن عبقرية أرخميدس التي تجلت في جوانب عدة من بينها إرساء هذا المبدأ العلمي الهام.|؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛|الدكتوراة بعد 19 سنة!!|؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛|
وتروي كتب تاريخ العلوم قصة طريفة مرتبطة بمفهوم الأيون؛ فلقد كان الشاب السويدي سفانته أرينيوس (ت 1927م) هو أول من اقترح وجود ذرة مشحونة كهربائياً أطلق عليها اسم أيون، وأوضح أن هذا الجسيم يمكنه أن يشرح سلوك بعض السوائل القادرة على توصيل التيار الكهربائي. وطرح هذا الشاب فكرته هذه في رسالة الدكتوراة التي قدمها عام1884م، ولكنها كانت فكرة سابقة لأوانها، واعتبرت خارجة تماماً عن المألوف والسائد من المفاهيم العلمية آنذاك مما أدى إلى أن ممتحنيه رفضوا الفكرة، ومنحوه درجة الدكتوراة بعد كثير من التردد والتحفظ. ولكن بعد اكتشاف الإلكترون في أواخر 1890م أصبحت نظرية أرينيوس محط الأنتباه، وأخذت موقعها في الرؤية العلمية، وسارعت الجهات المعنية إلى تكريم صاحبها فتم منح أرينيوس جائزة نوبل في عام 1903م للفكرة نفسها التي كاد أن يخسر بسببها شهادة الدكتوراة قبل تسعة عشر عاماً!.